القلب السليم

 

القلب السليم 

قالَ تعالى في كتابِه الكريم:

﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء:88-89]. 

وقالَ رسولُ اللهِ ﷺ:

((ألا إنَّ في الجَسَدِ مُضغةً إذا صَلَحَت صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّه، ألا وهيَ القلبُ)).

حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 52) عن النُّعمان بن بَشير.

نجدُ كثيراً من النّاسِ يحرِصُونَ على طهارةِ ثيابِهم ونقاوتها من الأوساخِ، ولكنَّهم لا يُحافظونَ على طهارةِ قلوبِهم.

لو قيلَ لشخصٍ منّا: إنَّه سيقابلُ شخصاً مُهِمّاً أو ملكاً من ملوكِ الدُّنيا، لرأيناه يلبسُ أفضلَ ثيابِه ويتطهَّرُ ويتجمَّلُ استعداداً لهذا اللِّقاء. 

فما بالُ لقائِنا مع خالقِنا عزَّ وجلَّ؟

وهل حَرَصْنا على تطهيرِ قلوبنا لهذا اللِّقاء؟ 

إنَّ الاهتمامَ بالقلبِ السَّليمِ أمرٌ في غايةِ الأهمِّيّةِ، وقد غَفَل عنه كثيرٌ من النّاس؛ لأنَّ القلبَ هو محلُّ نظرِ الله عزَّ وجلَّ.

كلُّنا سنقفُ أمامَ الله عزَّ وجلَّ فعلينا أن نحرِصَ كلَّ الحرصِ على طهارة قلوبنا. 

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ:

قالَ رسولُ الله ﷺ:

((إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأموالِكُم، ولكِنْ ينظُرُ إلى قُلوبِكُمْ وأعمالِكُم)).

حديث صحيح، رواه مسلم (رقم: 2564) وابن ماجه (رقم: 4143) عن أبي هريرة.

فما هو القلبُ السَّليم الَّذي ينجُو يومَ القيامةِ؟

لقد لخَّصتُ صفاتِ القلبِ السَّليمِ الّذي سينجو بإذنِ اللهِ من عذابِ الآخرة بثلاثينَ صفة، ألا وهي:

١. القلبُ الَّذي يحبُّ اللهَ عزَّ وجلَّ. 

٢. القلبُ الَّذي يحبُّ الرَّسولُ ﷺ.

٣. القلبُ الَّذي يَوجَلُ عندَ ذكرِ الله عزَّ وجلَّ.

٤. القلبُ الَّذي يزدادُ إيمانُه إذا سمعَ آياتِ اللهِ تُتلى.

٥. القلبُ الخالي منَ الشِّركِ باللهِ عزَّ وجلَّ.

٦. القلبُ المؤمنُ بأسماءِ اللهِ عزَّ وجلَّ وصفاتِه العُلى.

٧.  القلبُ المخلِصُ للهِ عزَّ وجلَّ.

٨. القلبُ الخاشعُ من عظمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

٩. القلبُ الَّذي يُؤثِرُ الآخرةَ على الحياةِ الدُّنيا.

١٠. القلبُ الَّذي يهبُّ لنُصرةِ دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ ورفعِ رايتِه.

١١. القلبُ الطَّموحُ التَّوَّاقُ إلى ما عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا ينتهي طموحُه إلا في جنّاتِ النَّعيم.

١٢. القلبُ الَّذي لا يحملُ غِلاًّ لأحدٍ منَ المسلمين.

١٣. القلبُ الخالي منَ الكِبر.

١٤. القلبُ الخالي منَ الغِشِّ.

١٥. القلبُ الخالي منَ الحِقد.

١٦. القلبُ الخالي منَ الحَسَد. 

١٨. القلبُ الَّذي يتوكَّلُ على الله عزَّ وجلَّ.

١٧. القلبُ السّالمُ من كلِّ شَهوةٍ تُخالِفُ أمرَ اللهِ ونهيَه.

١٩. القلبُ الَّذي إذا أحبَّ أحبَّ في اللهِ.

٢٠. القلبُ الَّذي إذا أبغضَ أبغضَ في الله.

٢١. القلبُ الَّذي إذا أعطى أعطى لله.

٢٢. القلبُ الَّذي إذا منعَ منعَ لله.

٢٣. القلبُ الَّذي خلصَتْ عبوديَّتُه لله عزَّ وجلَّ.

٢٤. القلبُ الَّذي يتلقَّى أوامرَ الله عزَّ وجلَّ بمنتهى التَّسليمِ والرِّضا.

٢٥. القلبُ الَّذي يتَّبعُ سُنّةَ الحبيبِ المصطفى ﷺ.

٢٦. القلبُ الَّذي سَلِمَ من كلِّ قاطعٍ يقطعُه عنِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ.

٢٧. القلبُ الحيُّ، الذي يشهدُ أن لا إلهَ إلا الله.

٢٨. القلبُ الَّذي يعلمُ أنَّ اللهَ حقٌّ، وأنَّ السّاعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها، وأنَّ اللهَ يبعثُ مَن في القُبور.

٢٩. القلبُ الَّذي يتحلَّى بأخلاقِ القرآن.

٣٠.القلبُ السّالمُ عن كلِّ ما يضرُّ النّاس.

لتعليمِ الأطفالِ صفاتِ القلبِ السَّليمِ، وأنَّهم بحاجةٍ إلى هذه الصِّفاتِ الثَّلاثينَ لتكوينِ القلبِ السَّليم، قمتُ برسمِ صورةٍ لقلبٍ على قطعةٍ من الكرتون المقوّى، ثمَّ قطعْتُ القلبَ ثلاثينَ قطعةً؛ ليكونَ كلُعبةِ التَّركيب.

ثمَّ طبعْتُ على كلِّ قطعةٍ صفةً من صفاتِ القلبِ السَّليم، وقد أرفقت القطع الثَّلاثين بستِّ أوراقٍ للطِّباعة.

بعد طبع ستِّ أوراقٍ يمكنُكم قصُّ القطعِ وتنفيذُ النَّشاط. 

على الأطفالِ تجميعُ قطعِ التَّركيبِ مع بعضِها لتكوينِ القلبِ السَّليم، ولا يمكنُ تركُ أيٍّ منَ هذهِ القطعِ خارجَ لعبةِ التَّركيبِ؛ لأنَّ القلبَ لن يكتملَ إذا نقصت واحدة منها. 

هذه الطَّريقةُ ستُعلِّمُ الأطفالَ أنَّهم بحاجة لتطبيق الصِّفات الثَّلاثين؛ ليكونَ لديهم قلبٌ سليمٌ يلقَوا اللهَ عزَّ وجلَّ به.