آفات اللسان

 
 





 
آفات اللسان

إنَّ نِعَمَ اللهِ على الإنسان لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومِن هذه النِّعمِ العظيمةِ نعمةُ اللِّسان، قالَ تعالى: ﴿ألَمْ نَجْعَل لهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَينِ﴾. [البلد: 8-9].

اللِّسانُ ذلكَ العضوُ الصغيرُ قد يكونُ سبباً لدخولِنا الجنّةَ أو النّار، فإذا استخدمنا اللِّسانَ في طاعةِ اللهِ وذِكْرِه، سلكْنا به طريقَ الجنّة، وإن استخدمناه في الغِيبة والنَّميمةِ والكذبِ والشَّتيمةِ، فإنَّه سوف يقودُنا إلى النّار.

 قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن رُضْوانِ الله، لا يُلقِي لها بالاً، يرفعُه اللهُ تَبارَكَ وتعالى بها دَرَجَاتٍ، وإنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخَطِ اللهِ، لا يُلقِي لها بالاً، يَهوي بها في جَهنَّمَ)).

حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 6478) والإمام أحمد (رقم: 8411) عن أبي هريرة.

وقالَ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخر، فَلْيَقُلْ خَيرًا أو لِيَسْكُتْ)).

 حديث صحيح، رواه البخاري (رقم: 6476) ومسلم (رقم: 77) عن أبي شُريح الخزاعي، ورواه مسلم (75) والإمام أحمد (رقم: 9595) عن أبي هريرة.

أختي إذا استقامَ اللِّسانُ استقامَت بعده الجوارحُ، وإذا حَرَّكَهُ قلبٌ يخافُ اللهَ عزَّ وجلَّ ويخشاه، فلن نسمعَ منه إلا طيِّباً.

ولقد وصَّى اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَه المؤمنينَ بأن يتَّقُوهُ في هذا العضوِ، فقال تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وقُولُوا قَولاً سَدِيداً﴾[الأحزاب: 70].

اللِّسانُ ما هوَ إلا كلماتٌ، فالكلمةُ مسؤوليّةٌ لابدَّ أن نعيَ كيفَ نتعاملُ معها، فرُبَّ كلمةٍ أدَّت إلى خصومة، وربَّ كلمةٍ جافيةٍ فرَّقَت شملَ عائلة، وربَّ كلمةٍ طاغيةٍ أخرجَتِ الإنسانَ من دينِه، والعِياذُ بالله، ولكن ربَّ كلمةٍ طيِّبةٍ أنقذَت حياة، وربَّ كلمةٍ طيِّبةٍ جمعَت شملا ً، وربَّ كلمةٍ صادقةٍ أدخلَتْ إلى الجنّة. 

اللِّسان، اللِّسان، اللِّسان! 

إنَّ أكثرَ ما يرمي النّاسَ في نار جهنَّمَ هو اللِّسان! 

وتكمُنُ النَّجاةُ في أمرٍ هامٍّ، وهو حفظُ اللِّسان، كما وردَ عن عقبةَ بنِ عامرٍ أنَّه سألَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ الله! ما نجاةُ المؤمنِ؟ فقال له رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((احْفَظْ لِسَانَكَ، ولْيَسَعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خَطئِكَ)). 

حديث حسنٌ، رواه الإمام أحمد (رقم: 17334) والطبراني (17/271)، وهذا لفظه، وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم: 1122).

إذن نجاةُ المؤمنِ في حِفظِ لسانِهِ، لذلك أخبرُ الأطفالَ دوماً أنَّهم ينبغي عليهم أن يَزِنوا كلماتِهم قبل أن يتلفَّظوا بها....

ولهذا قمنا بهذا النَّشاط، وهو آفاتُ اللِّسان، حتَّى لا يتهاونَ الأطفالُ بالكلماتِ التي ينطقُ بها لسانهم.

قمتُ بتصويرِ لسانِ كلِّ طفلٍ منَ الأطفال، ثمَّ طبعتُ الصُّورَ وغلَّفتُها حتَّى أتمكَّنَ من مسحِ النِّقاطِ عنها.

فكلَّما نطقَ طفلٌ من الأطفال بكلمةٍ خاطئةٍ - مثل شتيمةٍ أو صراخٍ في وجهِ أخيه أو أختِه - وضعنا نقطةً سوداءَ على صورةِ لسانِه حتَّى يعلمَ أنَّها سيِّئةٌ تُحسَبُ عليه، وأنَّه يجبُ عليه أن يراقبَ كلامَه.

وفي آخرِ كلِّ يومٍ نعدُّ النِّقاطَ السُّودَ التي وُضعَت على صورة لسانِ كلِّ طفل.

وعلى الطِّفلِ أن يستغفرَ مرّةً؛ لمسحِ كلِّ نقطةٍ سوداءَ موجودةٍ على صورة لسانِه، وبهذه الطَّريقةِ يتعلَّمُ الطِّفل أنَّ الحسناتِ يُذهِبن السَّيِّئاتِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾[هود: 114]. 

مقولةٌ أعجبتني:

"اللِّسانُ ليسَ عظماً، ولكنَّه يكسرُ عظماً".

 
 





Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

الرسم على ورق القصدير

إطار للصورة على شكل باص المدرسة