التوحد
التَّوحُّد
إلى كلِّ أمٍّ لديها طفلٌ يعاني من التَّوحُّد أودُّ يا أختي أن أقولَ لكِ: هنيأً...
هنيأً لكِ بطفلِكِ...
لقد اختارَك اللهُ سبحانه وتعالى لأداءِ مهمّةٍ معيَّنةٍ؛ مهمّةٍ ليسَت بالمهمّةِ السهلةِ أبداً.
إنَّ الله تعالى اختارَك أنتِ ولم يخترْ أختَك أو قريبتَك أو صديقتَك...
لا، لقد فضَّلَك اللهُ عليهم لأداءِ مهمّةٍ عظيمة.
أختي قد تتعجَّبينَ من كلامي... قد يثير في نفسِكِ الدَّهشةَ... لعلَّك تقولين في نفسِك: كيف تُـهنِّئني؟! وعلامَ تُـهنِّئني؟!
لكن دعيني أخبرْك عن قصَّتي معَ التَّوحُّدِ؛ كي تعلمي لماذا أهنِّئُك؟
عندما بلغ ابني يوسفُ عُمرَ السنةَ - عمرُه حالياً ستُّ سنوات - عرضتُه على طبيبِ أطفال خاصٍّ، وأخبرته أنِّي ألاحظُ تصرُّفاتٍ غريبةً من يوسفَ؛ مثلَ عدمِ النظر إليَّ عندما أناديه، أو الصُّراخِ المفاجئِ في بعض الأحيان، أو ارتجافِ اليدين في بعض الأوقات، بالإضافةِ إلى أمور أخرى، عند ذلك طلب منِّي الطبيب عرضَه على مختصّةٍ نفسيّةٍ للأطفال.
وفعلاً قمتُ بذلك، ولكنَّ الإجراءاتِ تستغرقُ بعضاً من الوقت، وعندما حان الوقت لفحص يوسفَ كان قد بلغَ السنةَ والأربعةَ أشهر...
كانت نتيجة الفحصِ أنَّ يوسف لديه توحُّدٌ من الفئة الرابعة!
التَّوحُّد؟!!!
لم تكن لديَّ أيُّ معلومة عن التَّوحُّدِ!!!
الآن أصبحَ لديَّ موضوعٌ مهمٌّ تجبُ دراستُه...
التَّوحُّد؟! ما هي أسبابُه؟
التَّوحُّد؟! ما هو علاجُه؟
التَّوحُّد؟! هل لي أنا كأمٍّ أيُّ يدٍ في إصابة طفلي بالتَّوحُّد؟! هل أنا سببٌ في ما أصابه؟!
راودتني أسئلةٌ كثيرة...
وأردت أن أجد أجوبة كثيرة...
أوَّلُ دراساتي عن التَّوحُّد كانت عن طريق النت، بدأت أقرأ أيَّ معلومة عن التَّوحُّد، "وبحكم أنِّي أسكن في كندا فقد كانت معظم البحوث في اللغة الإنجليزية".
اكتشفت بأنَّ التَّوحُّد يختلف من طفل لآخر، وبأنَّ معظمَ الأجوبةِ الموجودة على النتِّ ناتجةٌ في غالبها عن تجارب خاصة، ولا تعودُ بفائدة عظيمة.
الخطوة الثانية: قمتُ بالاتِّصالِ بدكتورةٍ مختصّةٍ بالتَّوحُّد، وأخبرتُها أنَّ ابني لديه توحُّد، وأنِّي أُريد المساعدة منها.
وبحكمِ أنَّ يوسفَ كان يبلغُ من العمر سنة وأربع شهور فقط، تشجَّعَت الدكتورة على معالجة يوسف، فعادةً ما يُكتشف التَّوحُّد لدى الأطفال بعد السنتين والنصف.
كانت الدكتورة قد اختصت بمتابعةِ حالات التَّوحُّد منذ ٢٢ عاماً، وقد اكتشفت في اللقاء الأول معها أنَّ ابن الدكتورة لديه توحُّد من الدرجة الرابعة أيضاً، فأحببتُ الاستمرارَ مع هذه الدكتورة بالذات؛ لأنَّها تعايشَتْ مع التَّوحُّد.
أخبرتها أنِّي وجدتُ معلوماتٍ متعددةً على النتِّ، منها أنَّ تركَ بعضِ أنواع الطعام مثل الحليب ومشتقّاتِه من الممكن أن تساعدَ في العلاج؟
فقالت لي: لم يثبت علميّاً أنَّ ترك أيَّ طعام - سواءً من الحليب ومشتقّاتِه أو من الطحين ومشتقّاتِه أو غير ذلك من الأطعمة - سيساعد على العلاج.
نصحتني الدكتورةُ بأن لا أرتكبَ الغلطةَ نفسها التي ارتكبتها هي، وأن لا أحرمَ ابني من أيِّ طعام بما أنَّه يأكلّ جيداً وينام جيداً.
"نعم من الممكن أن يتحسَّن بعض الأطفال عند ترك هذه الأطعمة، ولكن علميّاً لم يثبت ذلك".
مراحلُ العلاج:
أوّلُ علاجٍ بدأنا به كان عن طريق "Pecs":
و Pecs اختصار لكلمة pictures ؛ يعني: صور.
والفكرةُ هي التعاملُ مع الطِّفلِ غيرِ النّاطقِ عن طريق الصُّور، فأنا أدرِّب ابني حتى يستطيعَ أن يخبرَني عما يريده مني، وذلك عن طريق إحضار صورةٍ لما يطلبُه، مثلاً يحضرُ صورةَ كأس الماء إذا أراد أن يشرب....
في علاج PECS أوَّل خطوة هي الإشارةُ إلى الصُّورة المطلوبة.
الخطوة الثانية: هي إحضارُ الصُّورة للأمِّ.
الخطوة الثالثة: هي إحضارُ الصُّورةِ والنظرُ إليَّ وأنا ألفظُ اسمَ الصُّورة.
الخطوة الرابعة: هي تكوينُ جملٍ منَ الصورِ.
الخطوة الخامسة: هي البحثُ عن الصُّورة المطلوبة في ملف الصور... وهكذا...
بعد ثلاثة أسابيع من استخدام Pecs أخبرتني الدكتورة بأنَّ يوسفَ هو ثاني طفلٍ عالجته، واضطرَّت إلى حذفِ بعضِ الخطوات؛ لتقدُّم يوسفَ في البرنامج.
خلال شهرين وصلَ يوسفُ إلى الخطوة الخامسةِ، وكان هذا نادراً جدّاً لطفلٍ لديه توحُّد من الدَّرجة الرّابعة.
لكنِّي عند البدء بهذا العلاج فرَّغتُ كلَّ وقتي لاستخدام pecs حتى إنِّي علَّمتُ كلَّ أفراد العائلة على استخدامها مع يوسف.
العلاجُ الثاني: برنامج Proloquo2Go
يقوم هذا البرنامج على الفكرة نفسها لبرنامج Pecs تقريباً، ولكن هذا البرنامج عن طريق iPad ، وما نزالُ نستخدم هذا البرنامج حتى الآن، وهو برنامج فيه الآلاف من الصور، وهذا البرنامج يتحدَّثُ بصوتِ طفلٍ، وبما أنَّ طفلي يوسفَ ما زال لا ينطقُ العديد من الكلمات، فإنَّ جهاز الآيباد يتنقَّلُ معه من المنزل إلى المدرسة.
العلاجُ الثالث: التَّدريبُ على النُّطقِ
استعنتُ بمختصٍّ في مجال التدريبِ على النُّطق، وكنتُ أعتقدُ أنَّ المختصَّ في التَّدريب سيقومُ بعلاجِ طفلي وتدريبِه، ولكن -وبعد أوّلِ لقاءٍ مع المختصِّ- اتَّضحَ لي أنَّه سيقومُ بتدريبي أنا على كيفيّةِ تدريبِ طفلي على النُّطق، وأنَّ ذلك سيتمُّ عن طريق عدّة أنشطةٍ شرحَها لي.
من أمثلةِ ذلكَ: أنَّ عليَّ أن أحضِرَ لعبةً صغيرةً مفضَّلةً لطفلي، وأضعَها في علبة شفّافةٍ ذاتِ غطاء، وعندما يطلبُ منِّي طفلي اللعبةَ، عليَّ تكريرُ كلمةِ "open" أمامَ الطِّفل؛ حتى يستوعبَ أنَّه لن يحصلَ على اللعبة إلا إذا فتحنا العلبة، وبعد عدّةِ محاولاتٍ يمكن أن ينطقَ الطِّفل بكلمة open"".
"حالياً يقابلُ يوسفُ مختصّةً في النُّطقِ عن طريق المدرسة لمدّةِ ساعتين أسبوعيّاً، ولكنَّ الوقتَ غيرُ كافٍ أبداً كي نرى أيَّ تقدُّمٍ ملحوظ".
العلاج الرابع: التَّدريبُ على الاعتناءِ بالنَّفس مثل أن يأكلَ الطِّفلُ الطَّعامِ بنفسِه، وأن يرتديَ الملابس بنفسِه.
تعلَّمتُ طرقاً عديدةً لمساعدةِ يوسف، ولكنَّ الوقتَ المخصَّصَ لهذا العلاج غيرُ كافٍ أيضاً.
"حالياً نستخدمُ أربعةَ طرقٍ مختلفةٍ للعلاج، ولكنَّ الوقتَ المحدَّدَ لكلِّ علاج ليس كافياً؛ لأنَّ العلاجَ مكلفٌ جدّاً.
يخضع ابني يوسف حالياً لعلاجٍ مكثَّفٍ يستغرقُ أربعةً وعشرينَ ساعةً في الإسبوع، ويُدعى IBI Therapy.
وهذا اختصار لـ Intensive Behavioural Intervention
يركزُ هذا العلاجُ على كسر الحواجز التي يواجهُها أطفالُ التَّوحُّدِ في حياتهم اليوميّة.
ابتدأ العلاج في الشهر السابعِ من هذه السنة، وبعد ستَّةِ أشهرٍ سيقومُ المسؤولون بتقييم حالةِ يوسفَ مرّةً أُخرى؛ ليتخذوا القرار ما إذا كان يوسفُ قد اكتفى من العلاج في ستَّةِ أشهرٍ، أم أنَّه بحاجة إلى ستَّةِ أشهرٍ إضافيّة.
علاجُ IBI مكلفٌ جدّاً، ويتراوحُ ما بين ٢٥$ إلى ٤٥$ في الساعة.
هنالك أكثرُ من جمعيّةٍ للتوحُّدِ هنا في كندا، وقد قمتُ بالاشتراك مع أكثرَ من جمعية، وقد كنت محظوظةً باستلام دعوةٍ لمؤتمرِ أطباء، وكان المؤتمرُ مختصّاً بالتَّوحُّد.
في المؤتمر علمتُ أنَّه مع كلِّ التقدُّمِ العلميِّ؛ فالمعلوماتُ التي يعرفُها المختصُّون عن التَّوحُّد لا تتجاوز ٪١٥.
حتى الآن يجهل الأطباءُ أسبابَ الإصابة بالتَّوحُّد.
حتى الآن يجهل الأطباء أفضل علاج للتوحُّد.
هذه الحالة ما تزالُ حتى الآن مستعصيةً على العلاج، فلا يمكن الشفاء من التوحُّد، فالحالةُ تستمرُّ طيلةَ الحياة، ولكن مع العلاج يمكن أن يتحسَّن الطِّفل، وينتقل من درجة عالية إلى درجة خفيفة للتوحُّد.
المعلومات والإحصائيات الموجودة والأكيدة هي كالتالي:
- التَّوحُّد يصيب الأولاد أكثر من البنات، فنسبةُ الأولاد ٨٠٪ من حالات التوحُّد.
- يصيبُ التَّوحُّدُ ٢٪ من الأطفال حالياً.
- التَّوحُّد أكثرُ حالة طبية تتكاثر بين الأطفال حالياً.
- يُصنَّفُ التَّوحُّد في أربع درجات؛ الأولى خفيفة، والثانية أصعب، والثالثة أصعب من الثانية، والرابعة أصعب حالة.
- هنالك عدة طرق للعلاج، ولكن هذه الطرق لا تحقِّقُ الشفاء التام، لكنَّها تحسِّنُ قدرة معظم أطفال التَّوحُّد على التواصل، وعلى إقامة العلاقات مع الآخرين، وخدمة أنفسهم عندما يكبرون.
ومن أهمِّ طرق العلاج: المعالجة السلوكية، والمعالجة التواصلية.
عند انتهاء المؤتمر تفاجأتُ بإحدى الطبيباتِ وهي تقومُ بالتقدم مني وسؤالي عن سببِ حضوري المؤتمر؟ فأخبرتها أنَّ طفلي لديه توحُّد، فأخبرتني أنِّي أوَّلُ امرأة مسلمة تحضرُ أحد المؤتمرات، وقالت لي: إنَّه سيسعدها إذا اشتركت -أنا وعائلتي- معهم في إيجاد معلومات أكثر عن التَّوحُّد بطرقٍ مختلفةٍ أو فحوصاتٍ معيَّنة.
تعلَّمتُ من هذا المؤتمر أنَّ التَّوحُّدَ هو خللٌ في الحواسِّ الخمسة...
يمكن أن نقولَ: إنَّ الحواسَّ الخمسةَ غيرُ متَّصلةٍ تماماً بالمخ، ولهذا السبب فإنَّ أطفالَ التَّوحُّد لديهم مخٌّ مميَّزٌ، مخٌّ يختلفُ عن باقي الأطفال، ولذلك يكونُ عند الطِّفل تأخيرٌ في عدة أمور، فتُقيَّم تصرفاتُ الطِّفلِ المتوحِّدِ الذي يبلغُ من العمر أربعَ سنوات بطفلٍ آخرَ يبلغ من العمر سنتين، وهكذا…
إنَّ مخَّ هذا الطِّفل - بسببِ أنَّ الحواسَّ غيرُ متصلة به تماماً - لا يُرهَقُ من استخدام الحواسِّ كباقي الأطفال...
وإذا قمتُ بتدريب هذا المخِّ على استخدام أدواتٍ معيَّنةٍ، فإنَّ هذا المخَّ سيبدع.
أختي! هل تعلمين بأنَّ أكبرَ مشاهيرِ العالمِ وأذكيائِهم كان لديهم توحُّد؟!
منهم ألبرت أينشتاين- نيوتن - بتهوفن - مايكلّ أنجلو - توماس أديسون...
لكن هل تعلمين أختي لماذا تميَّز هؤلاء؟!
كلٌّ من هؤلاءِ المشاهير كان لديه أمٌّ أبدعَت في تربيتِه على الإبداع!
كلٌّ من هؤلاء المشاهيرِ لديه أمٌّ صبرَت وتحمَّلَت المشاقَّ؛ لتجعلَ منه إنساناً بارزاً، إنساناً ذكيّاً، إنساناً مميَّزاً!
نعم أطفال التَّوحُّد يتصرَّفون بطريقة غريبة في بعض الأحيان، وذلك لتعويض نقص الحواسِّ لديهم...
مثل الصُّراخِ بصوتٍ عالٍ...
أو عضِّ اليد...
أو هزِّ الجسمِ...
ولكن هنالك علاجٌ بديلٌ لكلِّ تصرُّفِ من هذه التصرُّفات؛ فلعضِّ اليد توجد عضاضةٌ خصوصية لأطفال التَّوحُّد.
وهزُّ الجسم يعني أنَّك يجبُ أن تحضني طفلَك لتشعريه بوجودك، كما أنَّ هناك كراسيَ مخصصةً لأطفال التَّوحُّد.
في بعض الأحيان يبدأُ طفلُ التَّوحُّدِ إمّا بالبكاء دونَ سبب، أو بالضحك دونَ سبب!
لماذا؟!
الذاكرةُ تعملُ على نظامِ ملفّاتٍ؛ فنحن كأشخاص عاديين يمكنُ أن نتذكَّرَ أيَّ شيء بسرعة، أما أطفالُ التَّوحُّد فعندما يواجهون أيَّ حادثة سعيدة أو حزينة فمن الممكن أن لا يتفاعلوا معها فوراً؛ فمثلاً اذا تصرَّفَ الطِّفلُ بطريقة خاطئة، وقامتِ الأمُّ بضربه، فمن الممكن أن لا يبكي الطِّفل في وقتها، ولكن بعد أسبوع أو مدة طويلة أو قصيرة من الزمن من الممكن أن تخرجَ ذاكرة الطِّفل هذا الملفَ الذي يختزنُ اللحظةَ التي ضربته أمه بها، وتعرضها على الطِّفل، فيبدأ بالبكاء!
والعمليةُ نفسُها يمكن أن تحدثَ إذا بدأ بالضحك المفاجئ.
لذلك أنا أنصحُ كلَّ أمٍّ أن تصبرَ على طفلها، وأن لا تقومَ بضربه أبداً...
أنا أنصحُ كلَّ أمٍّ أن تحاولَ إسعادَ طفلِها حتى تكونَ كلُّ ذكرياتِه سعيدة إن شاء الله.
قرأتُ أكثرَ من كتابٍ يتعلَّقُ بالتَّوحُّد مثل:
"The Reason I Jump
By Naoki Higashida"
يعني "السبب في قفزي"
كتاب ترجم إلى خمس لغات، لكن للأسف ليست اللغة العربية واحدة منها، وفيه يشرحُ طفلٌ مصابٌ بالتَّوحُّد يبلغُ ثلاثة عشر عاماً عن بعض تصرُّفاتِ الأطفال الذين يعانون من التوحُّد مثلاً: لماذا يرفضون ارتداءَ بعضِ الأقمشة كالجينز، فيقول هذا الطِّفل: إنَّه يشعر وكأنَّ جلدَهُ يحرقُه من الجينز، ويخبرُ الأهالي: إذا رفض طفلكم أيّاً من الملابس فلا تجبروا الطِّفل على ارتدائها.
ومن هذه الكتب أيضاً:
love anthony
By Lisa Genova
Ten Things Every Child with Autism Wishes You Know
By Ellen Notbohm
Great Ideas for Teaching and Raising Children with Autism 1001
By Ellen Notbohm
وتوجد في كندا عدّةُ دوراتٍ أشتركُ بها، وهنالك دوراتٌ خاصّةٌ لتدريبِ إخوةِ أطفالِ التَّوحُّد أو أخواتهم، وقد شارك أطفالي فيها، وفي هذه الدورات يدرِّبون الطِّفل على كيفيّة التعامل مع الأخ أو الأخت الذين لديهم التَّوحُّد.
بالنسبة لأنشطةِ يوسفَ الحاليةِ فهو مغرمٌ بالأحرف والأرقام، وقد قمت بتعليق أحرف وأرقام في غرفة العائلة التي نجلسُ فيها دائماً، وقمت بتعليق أحرف وأرقام في غرفة يوسف، وبجانب سريرة؛ لمساعدته على لفظ الحروف والأرقام.
ما زال يوسف لا ينطق العديد من الكلمات، ولكنَّه يشكِّلُ كلمات عن طريق أحرف صغيرة لديه مثل: "Thank You"
وأيضاً يوسفُ يحبُّ التلوين والدهان، وأنا أستخدم صندوقاً كبيراً لدهان يوسف كما في الصُّورة، أمَّا بالنسبة لنوعية الدهان فأنا أخلط بعض من صبغة الطعام مع اللبن "الزبادي" واستخدمُها للطلاء.
وأمّا الدهان في وقت الاستحمام فهنالك وصفتان قمتُ بنشرها في ألبومِ الدهانِ المنزلي.
وقد أصبح يوسفُ منذ فترة متعلق في علوم منزلية فاقوم بصنه بعضها معه وسأقوم بعرض يوتوب فيديو لنشاط البركان مع يوسف.
يوسفُ أيضاً يحبُّ السباحة جدّاً.
وقد فتحتُ حساباً خاصّاً بيوسفَ على الفيس بوك حيثُ أضع صوراً وفيديوهات له؛
أوّلاً لتكون ذكرى له عندما يكبرُ،.
وثانياً تتابع دكتورةُ يوسفَ صفحتَه حتى تطوِّرَ في طرقِ علاجه.
صفحة يوسف مغلقة، وهي خاصة بالأم والأب والدكتورة، ولا يمكنني إضافة أيِّ شخص على الصفحة.
ولكنَّها فكرةٌ أنصحُ جميعَ الأمَّهات بتطبيقها، فأنت بذلك تستطيعين أن تحتفظي بذكريات طفلك.
رأي الشخصي أعتقدُ بأنَّ أوَّلَ سببٍ للتوحُّدِ هوكثرةُ استخدام الإلكترونيات، وقلّةُ الڤيتامينات في جسم الطِّفل؛ لذلك أنصح كلَّ أمٍّ أن تُبعدَ أطفالها عن الإلكترونيات قبل عمر السنتين، وأن تفحصَ نسبة الڤيتامينات في الجسم مثل ڤيتامين د وڤيتامين ب.
أختي قبل أن تطلبي منِّي أو من أي شخص تقييم طفلك؛ لنخبرَك ما إذا كان لديه توحُّدٌ أو لا، اعلمي أختي أنِّي لست بمختصّةٍ في التَّوحُّد، واعلمي أختي أنَّ تقييم الطِّفل يستغرقُ ما بين الساعتين إلى العشرينَ ساعة.
"استغرقَ تقييمُ ابني يوسفَ يومين، في كلِّ يوم ثماني ساعات".
أختي إذا كان لديك أيُّ شكٍّ بأنَّ طفلك لديه توحُّد، فأرجو أن تعرضيه على مختصِّين لتقييمه.
لقد كتبتُ أكثرَ من مقالة عن طرق علاجِ بعضِ المشاكلِ مع أطفالِ التَّوحُّد، و سأقوم -إن شاء الله- بوضع الرابطِ لهذه المقالات في تعليقٍ على هذه النشرة حتى تعمَّ الفائدةُ بإذن الله، وهي مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية.
أتمنَّى تقديمَ المزيدِ من طرق العلاجِ المتَّبعةِ مع يوسفَ، ولكن في هذا صعوبة لضيق الوقت.
أختي أنا أُهنِّئكِ؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ قد اختارَك؛ لأنَّه يحبُّك، لقد اختارك الله؛ لأنَّه يريدُ أن يرفعَ قدرَك في عليين، إنَّ الله يريدَ أن يطهِّرَك في الدنيا.
أختي لقد اختارَك الله لصبرِك ولحكمتِك.
قال تعالى في كتابه الكريم:
﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
أنتِ أختي لديك طفلٌ يمكنُ لك أن تغيِّري التاريخَ به!
نعم تغيِّري التاريخَ به.
ولكنْ عليك ان تبحثي عن الإبداعِ في طفلِك وتعملي على تطويرِ هذا الإبداع.
أختي إنَّ الله عليمٌ بعبادهِ، وقد انتقاكِ لأداء مهمَّةٍ عظيمة.
أنا أعلمُ أنَّ الأمرَ ليس بالسَّهل، وأعلمُ أنَّك تشعرين في بعض الأحيان بقلبِك يتقطَّع،
ولكن اعلمي أختي أنَّ الله لا يُحمِّلُ نفساً إلا وسعها.
فاحمدي الله على ما أعطاكِ، وابدأي في تحقيقِ مهمّةٍ من الممكنِ أن تغيِّرَ التاريخ...















































































































Comments
Post a Comment